الطائرات المسيّرة: تكنولوجيا، خدمات، بحوث وتوجهات
خلال العقد الماضي، حظيت الطائرات بدون طيار (المسيّرات) باهتمام كبير بسبب قدراتها المتنوعة للتطبيقات المدنية والعسكرية. وهي إحدى تقنيات المستقبل الواعدة من حيث التطوير البحثي والتقني أو من حيث الاستخدامات والمهمات، وبالتالي هي باب واسع للبحث العلمي والتطبيقات في البلدان العربية.
تسلط هذه الورقة الضوء على الطائرات بدون طيار، أنواعها وتقنياتها وامكانياتها واتجاهات البحث والتحديات التي تواجهها، ودور الباحثين من الدول العربية في هذه البحوث، لعلها ترسم طريقا وتوضح رؤية.
الطائرات بدون طيار يمكن التحكم فيها وتشغيلها بشكل مستقل من خلال أجهزة الاستشعار والمعالجات الدقيقة والأدوات الإلكترونية الأخر وتتفاعل الطائرات بدون طيار مع الأقمار الصناعية وأنظمة التحكم الأرضي (GCS) والهواتف الذكية والحواسيب عبر روابط الاتصال. ويستطيع المشغّل البشري التحكم فيها وتشغيلها عن بعد. ويمكن للمسيّرات أداء المهام بشكل مستقل في المواقف التي يكون فيها التدخل البشري صعبا أو خطيرا.
إن مجال استخدام المسيّرات يتسع بشكل سريع ويدخل في كل مجالات الحياة تقريبا، ومن أمثلة ذلك: قطاع الزراعة، قطاع صناعة البناء والتشييد، والقطاع التجاري حيث اكتسبت الطائرات بدون طيار اهتماما واسعا من كبار تجار التجزئة بسبب الشعبية المتزايدة باستمرار للتسوق عبر الإنترنت، وسرعة التوصيل التي قد يكون لها تأثير كبير على مشتريات العملاء. في مجال اكتشاف الأشياء وتتبعها، والأمن العام، ومراقبة حركة المرور، والعمليات العسكرية واستكشاف المناطق المخفية أو الخطرة، والملاحة الداخلية أو الخارجية والغلاف الجوي، وعمليات ما بعد الكوارث، والرعاية الصحية، ومشاركة البيانات وإدارة البنية التحتية وإدارة الطوارئ والأزمات، والنقل والشحن، ومراقبة حرائق الغابات، والخدمات اللوجستية مثل البحث والإنقاذ ورصد الكوارث والرصد البيئي وتسليم البريد الجوي والمواد الطبية والطرود وغيرها. وتتوسع تطبيقات الطائرات المسيّرة بشكل استثنائي بسبب استخدامها المتقدم في إنترنت الأشياء، ويمكن للطائرات بدون طيار التواصل باستخدام كل من التقنيات اللاسلكية قصيرة المدى وطويلة المدى.